الذى يتناول موضوع شديد الحساسية, وهو علاقة الأتراك باليونانيين من خلال صفحة قاتمة من كتاب التاريخ التركى ..
"الجِراح القديمة وإن بدت مُلتئِمة , إلا أنها لم تتوقف عن كونها مصدرًا للألم طالما أستمرت ذكراها من خلال ندباتها الباقية "
فيلم "ألم الخريف" يتناول قصة حُب بين الشاب التُركى (بهجت) والفتاة اليونانية (إيلينا) تُمتعنا (تومريس جيريتلى أوغلو) المخرجة التركية من خلال النصف الأول من الفيلم بمتابعة ولادة قصة الحب تلك , أكره ذكر ذلك, ولكن الطريقة التلصصية التى بدأت من خلالها العلاقة بين (بهجت) و(إيلينا) وردة فعل كل منهما عندما يعترف كل منهم بمراقبته للأخر , كانت ممتعة لدرجة زادت من إكتئابى الناتج من واقع الدمار الذى بدأ بفقدان بهجت أعز أصدقائه, مرورًا بأحداث الشغب المؤلمة والتى انتقلت بالفيلم من مرحلة حالمة ورومانسية إلى مرحلة قاتمة والتى كانت لى بمثابة نوعًا من الروؤى المستقبلية
أقسى أنواع الألم, هو أن، تقع فى حب شخص لن تستطع العيش إلى جانبه "
فالفيلم يأخذ من قصة الحب تلك ذريعة , ليأخذنا فى رحلة مُرعبة لواقع أليم أحداثه وقعت فى الخمسينات
حينما روّجت وسائل الإعلام بتواطؤ من أشخاص واجهزة سياسية اثناء فترة (حكومة عدنان مندريس) , بأن أحد اليونانيين قام بتفجير المنزل الذى شهد طفولة قائدهم الراحل (مصطفى كمال أتاتورك)
كان الخبر -الكاذب- القشّة التى قَصَمت ظَهر البعير , نظرًا للطبيعة والخلفية التاريخية بين اليونانيين والاتراك منذ سقوط الدولة العثمانية والحروب التى خاضوها فى مواجهة بعض والمذابح البشعة التى ارتكبها كل طرف فى حق الآخر
كان وضع الاقليات وبالأخص اليونانية منها هو وضع حرج ومعرض للإشتعال فى أى لحظة .
وانتشار الخبر -الكاذب- كان الحدث المناسب تمامًا للقيام بتلك المهمة , وقد حدث
خرجت الجموع الغاضبة والجماهير المستثارة وقامت بمهاجمه المتاجر والمنازل التابعة لليونانيين والاقليات الاخرى مثل الأرمن واليهود, ولم يقتصر الأمر على ذلك , بل تخطى الأمر أقصى ما يستطيع العقل أن يتوقعه, فقد قام بعض المتظاهرين بالهجوم على المقابر اليونانية وإخراج الجثث من القبور والتمثيل بها ,
Ağlama Ağlarsan Sihir Bozulur
"لا تبكِ !, إن فعلت ,ستفقد بريقك "
هذا الفيلم عبارة عن مباراة فى التمثيل استمرت لمـدة 110 دقيقة , وكلمة حق تقال, أنه فى أى دراما تركية, قد تختلف بشأن الاخراج والسيناريو والمونتاج ..إلخ.
لكن طالما كان الممثلون الأتراك خارج أى تصنيف, يكفى فقط أن اذكر المشهد الذى ظهر فيه القدير(تونجل كورتيز) الذى قام بدور سيد (كامل) والد (بهجت) .. هذا الرجل ظهر فى مشهد واحد فقط .. لا غير
مشهد المواجهه مع (بهجت)